القائمة الرئيسية

الصفحات

 غزالة بشري حساب بيئي يقدم استشارات مشكلة التلوث وأثرها على الحياة                                   

مشكلة التلوث و اثرها على الحياة
مشكلة التلوث و أنرها على الحياة


  

    نتطرق في هذا المقال إلى مشاكل التلوث في الجزائر وتأثيره على الكائنات الحية (الحياة العامة)

 أولا: مفهوم التلوث البيئي ومصادره

تعاني البيئة الكثير من المشاكل والتحديات ، وأهم هذه المشاكل مشكلة التلوث البيئي, حيث تعتبر مشكلة التلوث البيئي قضية فرضت نفسها على عقول المفكرين في عصرنا هذا ، كونها تمس الإنسان في كل كيانه ، أمواله ومحيطه ،حيث أدى التلوث إلى اختلال التوازن بين عناصر البيئة المختلفة، فلم تعد عناصرها قادرة على تحليل مخلفات الإنسان ولإدراك مفهوم التلوث لابد من تعريفه.


  

  تعريف التلوث

  

     هو مشكلة بيئية برزت بوضوح في عصر الصناعة و نظرا لخطورة هذه المشكلة على الإنسان و ممتلكاته و على كثير من الأنظمة البيئية السائدة ، فقد حظيت بالاهتمام و الدراسة و يوصف التلوث بأنه الوريث الذي حل محل الأوبئة و المجاعات ، ولذلك فقد طغى على قضايا البيئة ، و ارتبط بكل حديث  عنها حتى رسخ في أذهان الكثيرين ، إن التلوث هو المشكلة الوحيدة للبيئة ، وان مواجهته حل لها .وقد امتد أذى التلوث إلى كل مجالات الحياة البشرية ، المادية و النفسية و الاجتماعية و الصحية فاوجد حالة التمزق البيئي التي جعلت الإنسان حائرا مضطربا.([1])

       كما يعرف أيضا بأنه التغير الذي يحدث في المميزات الطبيعية للعناصر المكونة للبيئة أين يعيش الكائن البشري سواء كان الماء الهواء، أو التربة. و الخسائر الناتجة عن سوء استعمال هذه العناصر إذا أضفنا لها مواد غير مناسبة, كما ان التلوث يكون بيولوجيا ، أو كيمائيا أو حتى بسبب القمامة أو النفايات الضارة.([2])

      كما عرفته منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية على انه: هو قيام الإنسان بطريق مباشر و غير مباشر بإضافة موارد أو طاقة إلى البيئة، تترتب عليه آثار ضارة، يمكن أن تعرض صحة الإنسان للخطر.([3])

      كما عرفه المشرع الجزائري بأنه: كل تغير مباشر أو غير مباشر للبيئة، يتسبب فيه كل فعل قد يحدث وضعية مضرة بصحة وسلامة الإنسان و النبات و الحيوان و الهواء و الماء و الأرض و الممتلكات الجماعية و الفردية .([4])

      يقصد به أي تغير غير مرغوب فيه ،غير مرغوب في الخواص الطبيعية أو الكيميائية أو البيولوجية للبيئة ، و الذي يسبب أضرار لحياة الإنسان أو غيره للكائنات الأخرى .

     ومن خلال كل هذه التعاريف نستطيع القول أن التلوث هو التغيرات الفيزيائية و الكيميائية و البيولوجية التي تؤثر على البيئة سلبا تعجز معه الأنظمة البيئية على استيعابها ، و الإنسان هو السبب الرئيسي و الأساسي في إحداث عملية التلوث للبيئة .


مصادر التلوث البيئي

يقسم التلوث بناءا على مصدره إلى نوعين تلوثا طبيعي و تلوث آخر اصطناعي.

أ/ تلوث طبيعي: 

        التلوث الطبيعي يعد من الظواهر الطبيعية التي تحدث بين الفينة و الأخرى كزلازل و البراكين ، كما تسهم بعض الظواهر المناخية كرياح والأمطار في إحداث بعض  صور التلوث البيئي ، علما ان مصادر هذا التلوث طبيعية و لا دخل ليدي الإنسان فيها ومن ثم يصحب مراقبته أو التنبؤ بها و السيطرة عليه تماما ، لكن هذا لا يعفي السلطات الإدارية من اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تأثيراته السلبية المختلفة . على الإنسان وبقية الأحياء.([5])

أما التلوث الاصطناعي فهو بفعل الإنسان أثناء ممارسته لحياته.

ب/ التلوث الاصطناعي:

1/النفايات الصناعية:

    تعتبر من أهم المشاكل البيئية المعاصرة التي تواجه دول العالم خاصة النامية منها التي تعد فيها أهم مصدر من مصادر التلوث، فهي تساهم بشكل كبير و مباشر في تلويث البيئة .

    تعرف النفايات عادة على أنها كل البقايا الناتجة عن عمليات الإنتاج أو التحويل أو الاستعمال أو كل المواد و الأشياء المنقولة الذي يتخلص منها حائزها أو ينوي التخلص منها أو يلزم بالتخلص منها أو بإزالتها بهدف عدم الإضرار بصحة الإنسان والبيئة بصفة عامة .([6])

و تنقسم النفايات الصناعية إلى نفايات صلبة و أخرى سامة

أ/ النفايات الصلبة :

هي النفاية قانونيا حسب القانون رقم 83/03 المتعلق بحماية البيئة، النفاية هي كل ما تخلفه عملية الإنتاج أو التحويل أو الاستعمال و كل مادة أو منتج أو بصفة عامة كل شيء منقول يهمل أو يتخلى عنه صاحبه.([7])

كما تعرف النفاية على أنها كل مادة أو شيء يتخلص منها، وقد أكدت الدراسات المحلية أن نسبة إنتاج النفايات تقدر ب0.5 للساكن في اليوم الواحد، وقد جعلت هذه النسبة ذاتها في العاصمة 0.74 كلغ للساكن في اليوم الواحد ، وقدرت في الجزائر ب70% نفاية عادية ، 24% نفايات معدية ، 0.4% نفايات سامة ، 1.2% نفايات خاصة، بمجموع يقدر ب125000 طن سنويا.([8])

      ولقد صاحب التطور الصناعي في ميدان التصنع والنمط المعيشي والاستهلاك ، التزايد في إنتاج النفايات من حيث الكم والنوع ، فمن ناحية النوع إذا أخذنا كالمثال السابق القمامة المنزلية فهي تسبب آثار جانبية على حاسة الشم بمرور الزمن أما من ناحية الكم فإن حجم النفايات يزداد مع ازدياد عدد السكان.([9])


 ب/ نفايات سامة خطيرة :

       إن تزايد كمية النفايات الخطرة الناتجة عن المؤسسات الصناعية ينتج عنه تزايد التكاليف المباشرة من حيث التوليد والتخزين والمعالجة لإعادة تدويرها وإعادة استعمالها ونقلها واستعادتها وتصريفها ، وتكتسي هذه المراقبة أهمية بالغة لضمان الصحة العامة.([10])


2التلوث بالطاقة:

      ينشأ التلوث بالطاقة عن مصادر فيزيائية مختلفة ويعتبر التلوث بالمواد المشعة ، الذي قد يسبب تغيرات كبيرة في أجسام الكائنات الحية ، أهم مصادر التلوث بالطاقة ، وعلى الرغم من أن خلايا الكائنات الحية تحتوي بصورة طبيعية على كميات ضئيلة من المواد المشعة فإنها تعرضها للتلوث الإشعاعي الذي يزيد من تركيز العناصر المشعة في الخلايا والأنسجة الحية ، مما يؤدي إلى حدوث خلل في العمليات الإحيائية التي تسري بها الحياة.([11])


3/ الضوضاء:     

      تعد الضوضاء أحد أهم مصادر تلوث البيئة من منطلق أنها تفسد طبيعة الهواء وتحوله من هواء هادئ مفيد إلى هواء مزعج ضار تسبب الضيق والضجر.

    وفي أغلب المناطق لا تكون الضوضاء بالمستوى الذي يؤدي إلى الإضرار بصحة الناس ، فيما عدا داخل بعض أماكن العمل مثل مصانع الغزل والنسيج ، وفي بعض المناطق يكون تأتي الضوضاء أكثر وضوحا كما في المناطق المجاورة للمطارات ومناطق ازدحام المرور.([12])


4/ الحروب:

       تعتبر الحروب والأسلحة المستخدمة فيها من الأسباب الأكثر خطورة على البيئة لما لتنوع هذه الأسلحة من أضرار مباشرة وغير مباشرة على حياة الإنسان ، الحيوانات ، النباتات وكل ما يحيط بهم ، السبب في ذلك يعود إلى كون أن الأسلحة المستخدمة في الحروب فيها أنواع متعددة ، فمنها الأسلحة الإشعاعية ، النووية ، والكيماوية ...الخ.([13])

      بحيث أن استخدام الأسلحة الإشعاعية والنووية التي تحتوي على مادة اليورانيوم المنضب الذي يؤدي إلى اجتماع هاتين الخاصيتين في جسم الكائن الحي وتتسببان في أمراض مختلفة تبقى آثارها مدة طويلة وتتسبب في إتلاف الخلايا الحية وأنواع أخرى من الأمراض المزمنة التي يصعب الشفاء منها بسهولة ، كما تسبب تشوهات جسدية عبر الزمن.([14])

    وتعتبر الجزائر من بين الدول التي عاشت الآثار التدميرية للتجارب النووية على البيئة أثناء الاستعمار الفرنسي وذلك في بداية الستينات ، حيث دمرت فرنسا كل من منطقة الأهقار ورقان ، إذ بقيت هذه المناطق ملوثة بالإشعاعات النووية ، وامتدت تلك الآثار لمئات من السنين على البيئة والإنسان على حد سواء4.هذا ما أدى بالجزائر لإصدار أول قانون رقم 83/03 متعلق بحماية البيئة في 5 فيفري 1983.([15])


5/ الأسمدة والمبيدات :

        زاد استخدامها بشكل كبير لرفع خصوبة التربة وزيادة الإنتاج ، وعند إضافتها بشكل مدروس وبكميات كبيرة تترك آثار سلبية للتربة وعلى الإنسان والحيوان والنظام البيئي بشكل عام .

        ومن مظاهر تلوث الأرض ظاهرة التصحر وهو" تدهور الأرض، وينتج عن عوامل عدة منها تغيرات المناخ ونشاط الإنسان " ، وفق تعريف الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر في عام 1994.([16])

       وقد تصدت التشريعات والقوانين ، لما تتعرض له التربة أو الأرض من أخطار ، بجملة من القواعد و الأحكام ، قانون حماية البيئة في الجزائر الذي ينص في المادة 59 منه أن " تكون الأرض وباطن الأرض والثروات التي تحتوي عليها بصفتها موارد محدودة قابلة أو غير قابلة للتجديد ، محمية من كل أشكال التدهور أو التلوث " .ويوجب القانون عند تخصيص وتهيئة الأراضي لأغراض صناعية أو زراعية أو عمرانية أو غيرها ، العودة إلى مستندات العمران والتهيئة ومقتضيات حماية البيئة ، حفاظا على هذه الأرضي من التدهور البيئي.([17])

 

 بقلم الغزالة بشرى صديقة البيئة



([1]) زين الدين عبد المقصود،البيئةوالإنسان،دراسة في مشكلات الإنسان مع بيئته،منشأة المعارف،الإسكندرية،1997،,الفصل الثالث ص 44.

([2])  حسونة عبد الغني ،مرجع سابق،ص23.

([3]) لطيفة برني،دور الإدارة البيئية في تحقيق مزايا تنافسية للمؤسسة الصناعية،مذكرةماجستير،جامعة محمد خيضر بسكرة،2006/2007 ، ص11.

([4]) الجريدة الرسمية،قانون رقم 03/10 ،المرجع السابق،ص ص6،19.

([5]) حسونة عبد الغني، مرجع سابق، ص19.

([6]) مرجع نفسه،ص 19.

([7])شراف إبراهيم،البيئة في الجزائر من منظور اقتصادي، جامعة حسيبة بن بوعلي، الشلف، الجزائر، كلية العلوم الاقتصادية، مجلة الباحث، عدد12،2013،ص100.

([8]) المرجع نفسه،ص100.

([9]) مرجع نفسه،ص100.

([10]) عامر محمد طراف،أخطار البيئة والنظام الدولي،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر،مصر،ط1،1998،ص37.

([11]) د محمد صابر، الإنسان وتلوث البيئة، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، الإدارة العامة للتوعية العلمية والنشر،1421ه،2000م،ص8.

([12]) مرجع نفسه،ص 8.

([13])ناتوريكريم،استخدام الأسلحة النووية في القانون الدولي، مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي العام، كلية الحقوق، جامعة مولود معمري تبزي وزو،19 جويلية 2009، ص ص 13،14.

([14])بوفالة فاطمة وبوفنيش صبرينة، التلوث البيئي في الجزائر، مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق، فرع القانون الاقتصادي والأعمال، تخصص قانون عقاري،كلية العلوم والحقوق السياسية، جامعة عبد الرحمن ميرة،بجاية،2013، ص25.

([15]) مرجع نفسه،ص26.

([16]) عبد المجيد رمضان، المرجع السابق،ص31.

([17]) عبد المجيد رمضان، المرجع نفسه ، ص31

مفهوم النظام البيئي

عناصر البيئة وتقسيماته

التعريف القانوني للبيئة

مفهوم البيئة و النظام البيئي

مقدمة في البيئة


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الغزالة بشرى صديقة البيئة مدونة بيئية بامتياز, تعمل على نشر الوعي و التحسيس لثقافة البيئية

Commentaires

التنقل السريع