القائمة الرئيسية

الصفحات

مفهوم النظام البيئي

مفهوم النظام البيئي
مفهوم النظام البيئي


    سنتطرق في هذا الجزء إلى مفهوم النظام البيئي وتوازنه واختلاله

 أولا : تعريف النظام البيئي:

    النظام البيئي هو التوازن بين مختلف عناصره، فإذا ما تغير عنصر من عناصره هناك استجابة تحدث لمواجهة ذلك التغير والحفاظ على التوازن وهذا إذا كان التغير مؤقت، أما إذا كان التغير كبير باستمرار فإن النظام البيئي لا يستطيع إرجاع التوازن مما يؤدي إلى ظهور مشكلات بيئية مثل التلوث،التغيرات المناخية،الاحتباس الحراري وغيرها وهناك عدة تعريفات للنظام البيئي من بينها ما يلي:

    هو مجموعة من العناصر التي تتكامل وتتفاعل بشكل منتظم لتشكل وحدة كاملة.([1])

   انه أية مساحة من الطبيعة وما تحتويه من كائنات حية ومواد حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية وما تولده.

أما المشرع الجزائري فإنه يرى أن النظام البيئي هو مجموعة ديناميكية مشكلة من أصناف النباتات والحيوانات وأعضاء مميزة وبيئتها غير الحية، والتي حسب تفاعلها تشكل وحدة وظيفية.([2])

    مما سبق نرى أن النظام البيئي هو مجموعة من الموارد والكائنات الحية والغير حية متفاعلة فيما بينها توجد في حالة توازن في مختلف الظروف البيئية التي ينشأ عليها النظام البيئي بوجوده.


 ثانيا:مكونات النظام البيئي: يتألف النظام البيئي من مكونات حية وغير حية

أ/ العناصر الغير الحية:

العناصر الغير حية هي التي لها تأثير واضح على حياة الكائن الحي ومكان وجوده وتتكون من المواد العضوية (مخلفات الأحياء والجثث) وغير العضوية، وتنقسم إلى 3 أجزاء: جزء مائي، وجزء غازي وجزء صلب (التربة).

1/ الجزء المائي: الماء يمثل الوسط الذي تتم فيه التفاعلات والوظائف الحيوية للكائن الحي.([3])

2/ الجزء الغازي: يتألف الهواء من مزيج من الغازات أهمها   غاز الازوت78%، والأكسجين20.9%، وثاني أكسيد الكربون 0.003% بالإضافة إلى بخار الماء وغازات أخرى نادرة.

3/ الجزء الصلب( اليابسة):

تتألف اليابسة من الصخور والرواسب والأتربة التي تتواجد وتعيش بها كائنات مختلفة والعناصر المعدنية والعضوية الموجودة في التربة لها دور هام في حياة الكائنات الحية وفي تكوين مادتها.

ب/ العناصر الحية: وتشمل الكائنات التي تتمتع بمظاهر الحياة من تغذية وتنفس وحركة وتكاثر ، أو تقسم بحسب شكل حصولها على الغذاء إلى كائنات منتجة ومستهلكة ومحللة.

1 /العناصر الحية المنتجة :

مثل النباتات التي تنتج غذاءه بنفسها، وتعتبر المصدر الأول لغذاء الإنسان والحيوان، كما أنها تنتج غاز الأكسجين بعد تنفسها واستهلاكها لغاز ثاني أكسيد الكربون.

2 / العناصر الحية المستهلكة:

هي الكائنات الحية التي تعتمد في غذاءها على الكائنات الحية الأخرى، ويمثل هذه المجموعة الإنسان، الحيوانات اللاحمة والحيوانات التي تتغذى على الأعشاب.([4])

/ العناصر الحية المحللة :

     تتمثل هذه المجموعة في البكتيريا ، الفطريات وتقوم هذه العناصر بتحليل المواد العضوية من الكائنات الحية إلى مواد يسهل امتصاصها في التربة.([5])


ثالثا: التوازن البيئي

    لقد كثر الاهتمام بالبيئة وشؤونها في السنوات الأخيرة ، حيث أدرك العلماء أهمية التوازن البيئي وأثره على حياة الكائنات الحية من نبات وحيوان وإنسان ، خاصة بعد الكميات الضخمة من الملوثات من الملوثات التي أفرزتها حضارة القرن العشرين، فالبيئة مجموعة من القوانين والقواعد تتحكم فيها وتؤدي إلى اتزان بين جميع عناصر البيئة ،حيث تترابط يبعضها البعض في تناسق فالتوازن البيئي هو:

  التعادل الطبيعي بين مكونات البيئة وعناصرها بيولوجية كانت أو فيزيقية أو اجتماعية.([6])

    كما يعرف أيضا بأنه: التوازن أو الثبات بين أجزاء وأعضاء الكائن الحي أو بيئته وبين البيئة وما بها من مؤثرات ومثيرات وضغوط حيث يسعى الكائن الحي دائما إلى تحقيق درجة من التوازن الداخلي والتوازن بينه وبين البيئة ([7]).

     ويمكننا تعريف النظام البيئي على أنه : أية مساحة من الطبيعة وما تحتويه من كائنات ومواد غير حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية وما تولده من تبادل بين الأجزاء الحية والغير الحية ، وهو نظام متكامل يعيش فيه كل المساهمين في توازن قائم يعتمد كل منهم على الأخر في جزء من حياته واحتياجاته ويقوم كل منهم بمهمته في هذا النظام ومن أمثلته الغابة، النهر ، البحر...الخ.([8])


رابعا: اختلال التوازن البيئي 

    خلال تطرقنا للنظام البيئي نرى أنها في حالتها الطبيعية هي بيئة متوازنة ، ومنه فالتوازن البيئي يقصد به استمرار وبقاء عناصر البيئة الطبيعية على حالتها دون تغيير يذكر في خصائصها سواء الكمية أو النوعية، وهذا يعني إدخال كائن حي جديد إلى البيئة أو انقراض كائن يعيش في النظام البيئي كذلك قد ينشأ اختلال في التوازن البيئي نتيجة لتدخل الإنسان المباشر في تغير ظروف البيئة وفيما يلي أهم مسببات اختلال التوازن البيئي :


أ/ تغير الظروف الطبيعية :عندما تصاب مناطق معينة بالجفاف مثلا ، كما يحدث في جنوب الصحراء الكبرى يختل استقرارها بسبب الدمار الذي يحيط بالغطاء النباتي  ، ويتبع ذلك انجراف للتربة وموت كثير من الكائنات الحيوانية ، وهجرة ملايين الناس ، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات وتدهور الهيكل الأساسي للبيئة وربما تفشي الأمراض فيها.([9])

ب/ إدخال كائن حي إلى بيئة جديدة :يؤدي إدخال كائن حي جديد إلى بيئة تتوفر فيها ظروف صالحة لحياته ويقل فيها أعداءه ، إلى إخلال التوازن في هذه البيئة ويكفي أن نتذكر غزو الأرانب لأستراليا ، التي تكاثرت بصورة كبيرة بسبب توفر الظروف المناسبة لحياتها وتكاثرها ، وعدم وجود أعداء طبيعية لها ، وكانت النتيجة أن تحولت ملايين الهكتارات من المراعي الخصبة إلى صحاري عارية وأراض متآكلة.([10])

    أما كارثة نبات الصبار التي حلت بأستراليا ، فمازالت في الأذهان ، حيث تم نقلها عام 1839 ، كانت نبتة واحدة وصارت بعد 80 عاما تغطي 24 مليون هكتار من المساحة ، تحولت هذه المساحات إلى أدغال من الصبار ، وتقلصت مساحة خيرة المراعي بسبب سرعة انتشار الصبار ، بمعدل وصل في بعض السنوات إلى أربع ملايين هكتار ، لم تفلح في القضاء عليها لا النار ولا القلع ولا السموم ، إلا عدوها الطبيعي وهو فراشة صغيرة نقلت إلى أستراليا من موطنها الأصلي من لأورغواي.([11])

ج/ القضاء على بعض أحياء الطبيعة :

    يسبب القضاء على بعض الأنواع المكونة للنظام البيئي أو خفض أعدادها اختلالا في توازنه ، فقد يكون لهذه الأنواع دور رئيسي في بعض التفاعلات التي تتناول الأجسام غير الحية مثل بعض أنواع البكتيريا والفطريات التي تفكك الجثث وبقايا الكائنات الحية النباتية والحيوانية وتحولها إلى مركبات بسيطة تستفيد منها النباتات في تغذيتها ، وقد تكون من الحيوانات المفترسة التي تلعب دورا  في الزيادة المفرطة في إعداد الحيوانات العاشبة.([12])

د/ تدخل الإنسان المباشر :

    يؤدي تدخل الإنسان غير المستدام (الرشيد) ، في البيئة إلى الإخلال بتوازنها فتجفيف البحيرات واقتلاع الغابات و ردم البرك و المستنقعات كل هذا يؤدي إلى اختلال التوازن البيئي الذي يستمر أثاره إلى أن تستعيد البيئة اتزانها مرة أخرى.([13])

     لقد استغل الإنسان موارد البيئة بشكل جائر ، وألقى مختلف المخلفات الزراعية والصناعية والتجارية إلى البيئة مما سبب أضرار كبيرة للبيئة ، كما أثر في البيئة التوسع العمراني العشوائي غير المخطط للمراكز العمرانية الحضرية والريفية وكان هذا التوسع على حساب الأراضي الزراعية والغابات وافتقار المشاريع التنموية إلى الدراسات والتخطيط البيئي الشامل ، مع عدم كفاية القوانين والتشريعات التي توجه تلك المشاريع ، مما رفع من حدة المشكلات الصحية وخاصة في المدن.([14])



([1]) :بلعيد جمعة ، المرجع السابق، ص67.

([2]) نجم الدين العزاوي وآخرون،إدارةالبيئة،نظم ومتطلبات وتطبيقات، ط1 دار المسيرة،عمان الأردن،2007،ص95.

([3]) :الجريدة الرسمية، قانون رقم 03/10، مرجع سابق،المادة04 ،ص9.

([4]) عناصر البيئة ومكوناتها،http // www .maoudoo3.com

([5])المرجع نفسه.

([6])المرجع نفسه.

([7]) بلعيد جمعة،المرجع السابق، ص72.

([8])مرجع نفسه، ص72.

([9])الفصل الثالث، المرجع السابق، ص9.

([10]) محمد العودات،النظام البيئي والتلوث البيئي،المملكةالسعودية،مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ص16.

([11])المرجع نفسه، ص16.

([12]) :مرجع نفسه،ص17.

([13]) المرجع نفسه،ص17.

([14]) زين الدين عبد المقصود،البيئةوالإنسان،دراسة في مشكلات الإنسان مع بيئته،منشأة المعارف،الإسكندرية،1997،ص ص 69،73.

.




هل اعجبك الموضوع :
author-img
الغزالة بشرى صديقة البيئة مدونة بيئية بامتياز, تعمل على نشر الوعي و التحسيس لثقافة البيئية

Commentaires

التنقل السريع