القائمة الرئيسية

الصفحات

أنواع التلوث البيئي وتأثيره على الحياة

 

أنواع التلوث البيئي وتأثيره على الحياة


أنواع التلوث البيئي ة تأثيره على الحياة
انواع التلوث البيئي و تأثيره على الحياة



في هذا المقال سنتحدث عن أنواع التلوث وتأثيراته السلبية على حياة الكائنات الحية والبيئي


أولا: أنواع التلوث البيئي


يتنوع التلوث البيئي الذي يصيب البيئة إلى عدة أنواع ونستطيع أن نميز بين ثلاثة أنواع، تلوث هوائي، تلوث مائي وتلوث أرضي.


1/ التلوث الهوائي:


    يعتبر الهواء عنصرا أساسيا من عنصر الحياة وهو يحمل في طياته كل الأجسام الدقيقة والخفيفة كالغبار والميكروبات والأبخرة والغازات ، لم يكن الهواء الذي نتنفسه نقيا ونظيفا تماما في يوم من الأيام ، وذلك لأن الهواء دائما يحتوي على الأتربة والغبار ، وذرات المعادن والأملاح المعدنية التي يحملها بخار الماء أثناء تبخره من المحيطات والبحار ، وكذلك الغازات الفاسدة التي تنطلق عند تفسخ بقايا النباتات والحيوانات بالإضافة إلى الغازات البركانية والرماد والرمل البركاني ، ويتألف الهواء من 87% أزوت ، 21% أكسجين ، ويحتوي أيضا على حوالي 01% غازات خاملة كالأرغون والهليوم والكريتيون والنيون ، أما كمية ثاني أكسيد الكربون 0.033%.([1])

    التلوث الهوائي يعتبر أكثر أشكال التلوث البيئي انتشارا نظرا لسهولة انتقاله و انتشاره من منطقة إلى أخرى وبفترة زمنية وجيزة نسبيا و يؤثر هذا النوع من التلوث على الإنسان والحيوان والنبات تأثيرا مباشرا،ويخلف آثارا بيئية واقتصادية واضحة متمثلة التأثير على صحة الإنسان وانخفاض كفاءته الإنتاجية .([2])                                                                                              

 وفي قانون حماية البيئة في الجزائر ، فإن تلوث الهواء يحدث بإدخال أي مادة في الجو بصفة مباشرة أو غير مباشرة ، يكون من شأنها تشكيل خطر على الصحة البشرية ، أو التأثير على التغيرات المناخية أو إفقار طبقة الأزون ، أو الإضرار بالموارد البيئية ، أو تهديد الأمن العمومي وإزعاج السكان.([3])



2/ تلوث الماء :      

تغطي المياه نسبة 75% من الكرة الأرضية، لكن نسبة المياه الصالحة للشرب لا تمثل سوى 0.2% وهي نسبة 
 ضئيلة مقارنة مع عدد السكان ، لكن الإنسان لم يحافظ عليه ، حيث بينت دراسة لليونسكو أن 70% من الماء العذب في العالم يوجه للزراعة ، 22% إلى الصناعة ، 8% إلى الاستخدامات المنزلية بالإضافة إلى تلويثه بشكل كبير من خلال مخلفات الصرف الصحي ، بالإضافة إلى تلويثه بشكل كبير من خلال مخلفات الصرف الصحي ،المنظفات الكيميائية المختلفة ، كما قد يتلوث ماء المطر بما تطلقه المصانع من أبخرة وغازات ، ونتيجة لذلك نشأ ما يسمى بالمطر الحمضي.([4])

    ويعتبر تلوث الماء أحد نتائج لجوء الإنسان إلى الوسائل السهلة للتخلص من فضلاته وذلك عن طريق إلقاءها في المياه ، ونهر الميسيسيبي مثال واضح على ذلك إذ تصرف مئات المدن وآلاف المصانع في هذا النهر وحتى عام 1962 كانت مدينة "سانت لويس" تضع فيه 900 متر مكعب من المخلفات الآدمية السائلة ، و400طن من المخلفات الآدمية الصلبة يوميا.([5])

 أما على المستوى المحلي فتعد وضعية صرف المياه القذرة الحضرية في مدينة قسنطينة ، مصدرا هاما من مصادر تلوث الماء ، ووضعية غير مرضية ، بالرغم من الجهود المبذولة والمشاريع المنجزة والمبالغ الهامة المرصودة لذلك كل سنة ، حيث بلغت نسبة توصيل السكان بالشبكة ب88%  غير أن قدم شبكات التطهير من جهة ،والطريقة السيئة للتسيير والصيانة من جهة أخرى ، وذا تصريف المياه القذرة دون معالجة بالوسط الطبيعي ، سبب أضرار للبيئة والصحة العامة والإطار المعيشي لأفراد المجتمع ، وهو ما جعل معظم الأدوية والشعاب لمدينة قسنطينة والتي تشق التجمعات السكانية مشكلة خطيرة بسبب صرف المياه القذرة الحضرية لهذه التجمعات ، ونذكر على الخصوص واد السمندو ، واد بومرزوق ، واد الرمال ، والتي تستقبل المياه القذرة للمدن الكبرى المجاورة للمدينة.([6])



3/ تلوث التربة :

     إن التربة موطن طبيعي صالح للحياة كما هيأه الله تعالى للكائنات من أجل النمو والتكاثر والاستمرارية ،ولكن غالبا ما تحدث فيه عملية تلوث لهذه التربة فيحدث خللا في توازنها ويقصد بذلك مواد غريبة في التربة تسبب تغييرا في الخواص الفيزيائية أو الكيميائية أو البيولوجية لها من شأنه القضاء على الكائنات الحية التي تستوطن التربة ، وتساهم في عملية التحلل للمواد العضوية التي تمنح التربة قيمتها وصحتها وقدرتها علة الإنتاج.([7])

يتلوث سطح الأرض بوجه عام نتيجة تراكم المواد والمخلفات التي تنتج من المشاريع الصناعية بطرح فضلاتها السائلة والصلبة ، والتي قد تكون قريبة أو بعيدة منه ، فتصبح مكانا للحيوانات والحشرات الضارة ، وتسبب تشويه لحماية المدينة وعدم الاستفادة من تربة تلك المناطق ، كما أن الملوثات التي تختلط بالتربة الزراعية تفقدها خصوصيتها وتؤثر تأثيرا سيئا فيها ، بحيث تتسبب في قتل البكتيريا المسؤولة عن تحليل المواد العضوية وتثبيت عنصر النيتروجين ، كما أن ارتفاع نسبة الأملاح في التربة عن المعدل يؤدي ذلك إلى تلويثها وإفسادها على الوسط البيئي الذي يمكن لنبات أن ينمو ويعيش ويتكاثر فيه وتتحول الأرض إلى مناطق جرداء تشيع فيها المظاهر.([8])

    نستخلص من المادة 04/08 أن المشرع الجزائري لم يقدم تعريف واضح لتلوث التربة وإنما أشار إلى تأثر التربة بالتلوث فقط .


ثانيا :نتائج التلوث البيئي على الحياة


    إن آثار التلوث البيئي متنوعة ومتعددة ، لذلك سنحاول التركيز على أخطرها وأضرها سواء على البيئة أو على صحة الإنسان.


1/نتائج التلوث البيئي على الإنسان :

مقدمة عن التلوث

    يشكل التلوث تأثيرا خطيرا على صحة الإنسان فمثلا يسبب انخفاض نوعية الهواء وتلوثه ، وتعرض الإنسان لمستويات عالية منه في ظهور العديد من الأمراض كالمشاكل المتعلقة بالجهاز التنفسي كسرطان الرئة ، والربو إضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية ن والتهاب الحلق ، وتهيج العينين والسعال ، وغير ذلك ويتسبب التلوث المائي في مشاكل صحية عدية للإنسان فمثلا قد يتسبب شرب المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي بمشاكل الجهاز الهضمي ، وتؤدي المياه الملوثة إلى ظهور بعض المشاكل الجلدية كتهيج الجلد ،  والطفح الجلدي ، أما التلوث السمعي فإنه يؤثر على سمع الإنسان ، ويؤدي إلى ضعفه ، كما يسبب اضطراب النوم والإجهاد.([9])

أسباب التلوث البيئي

    بسبب ازدياد التلوث البيئي والحراري أدى لثقب طبقة الأزون مما أدى بدوره إلى الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تؤثر بدورها على الإنسان ، وهذا ما يؤثر على الجلد والعين بشكل مباشر، وزيادة شيخوخة البشرة والتجاعيد وأخطار المياه البيضاء التي تسبب العدسة الشفافة داخل العين ، تؤدي لرؤية

غائمة بسبب التعرض لأشعة فوق البنفسجية لفترات طويلة ، أو الإصابة بالتنكس الذي يؤدي لضعف البصر وفقدان الرؤية المركزية أحد أسباب العمى أو حروق العين ، تبعث الأشعة فوق البنفسجية على شكل أجزمه من الموجات الطويلة UVA والمتوسطة  UVB  والقصيرة uvc تؤثر على الجلد بشكل كبير خصوصا أمراض مثل السرطان والالتهابات الجلدية التي تصيب مختلف أجزاء الجسم والتهاب الحلق وأمراض الشرايين والقلب وكما أنها تؤثر على الحواس والأعصاب بفضل الأشعة الناتجة على الإنسان.([10])

إضافة إلى التلوث الإشعاعي الناتج عن مراكز تفعيل اليورانيوم وينتج عن ذلك عيوب خلقية وتشوهات الأجنة بسبب تعرض الأم للتأثير الإشعاعي الناتج عن المصانع والمفاعلات النووية ومحطات توليد الكهرباء حول العالم أجمع.([11])

ومن الثابت أن طبقة الفقراء أكثر تعرضا للأمراض والأوبئة بسبب التلوث ، ويعود ذلك إلى تردي أوضاعهم الاجتماعية والمالية وتدهور مساكنهم ونقص مصادر الشرب الصحية ووسائل التخلص من الفضلات والمخلفات وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية ، وكل هذه النتائج تكون بسبب إقامتهم في البيئات غي الصحية القريبة من المصانع ومناطق إعدام الفضلات والتخلص منها ، إضافة إلى عامل جوهري لتلك الأمراض والوفاة وهو تلوث الهواء بفعل وساءل النقل والمواصلات والصناعة داخل المناطق السكنية ، واستخدام الوقود الخام مصحوبا بعدم التهوية الكافية وانتشار الأمراض الصدرية.([12])


2/ نتائج التلوث البيئي على الحيوان والحياة البيولوجية :


تتأثر الحيوانات بشكل كبير في التلوث ، فمثلا يشكل التلوث المائي تهديدا كبيرا للحيوانات ، والحياة المائية ، كموت المخلوقات المائية نتيجة المواد الكيماوية والنفايات التي يتم التخلص منها من قبل العديد من المراكز الصحية والمنشآت الصناعية ، والأفراد إما بالطريقة القانونية أو غير القانونية ، أو تعطل السلسلة الغذائية كاملة نتيجة تناول الكائنات المائية للملوثات كالزئبق والرصاص وغيرها ، والتي تتغذى عليها المخلوقات الكبر كالأسماك وهكذا حتى يشكل خطرا على الحياة البرية ، إضافة إلى الإنسان.([13])

    ولقد شهد التنوع البيولوجي في الجزائر نوعا من التراجع الملحوظ في الآونة الأخيرة سواء من حيث الكم أو التنوع ، ويعود ذلك إلى الممارسات التي يقوم بها السكان من الرعي غير المنتظم والاحتطاب العشوائي ، إضافة إلى تهديد الكثير من أنواع الحيوانات والنباتات التي تلعب دورا هاما في الدورة

الإيكولوجية والتوازن الطبيعي ، الأمر الذي جعل الأمر البيولوجي مهددا قد يصل إلى انقراض العديد من أصناف الحيوانات.([14])

    ونظرا للوضع الخطير الذي يهدد الحياة البيولوجية فقد قام المشرع الجزائري بوضع عدة قوانين أهمها القانون رقم 03/10 المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ، جاء بعدة مبادئ أهمها مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي ، الذي ينبغي بمقتضاه على كل نشاط تجنب إلحاق ضرر معتبر بالتنوع البيولوجي.([15])


3/ نتائج التلوث البيئي على المناخ :


    يشكل التلوث أحد العوامل المؤثرة على المناخ ، إذ يشكل وجود الغازات الملوثة حاجزا حول كوكب الأرض يحفظ الحرارة ، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة الكلية ، والذي يشكل تغيرات كارثية في الطقس كما يؤدي ارتفاع درجة الحرارة العالمية على مدى زمني بشكل ملحوظ .

    يؤدي تركيز غاز الكربون في الغلاف الجوي الذي بلغت نسبته حوالي 25% إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض عما هو طبيعي لاستمرار الحياة فيها ، ويعود السبب المباشر في ذلك إلى الدول الصناعية المتقدمة التي تستهلك أكبر قدر من الطاقة منها البترول والفحم ، ولقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن الغازات الدفيئة تساهم بشكل كبير في زيادة درجة حرارة الأرض خاصة في فصل الصيف ، وإذا لم تنخفض نسبة انبعاث الغازات في الجو سيؤدي ذلك حتما إلى نتائج وخيمة وخطيرة .منها ذوبان الجليد القطبي وارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات وغرق أجزاء كبيرة من اليابسة.([16])


4/ الأمطار الحمضية:


تعرف الأمطار الحمضية على أنها تلك الأمطار الملوثة بالمواد الكيميائية ، بحيث تختلط هذه المواد بالرطوبة الجوية لتكون المطر والثلج والبرد ، بحيث لاحظ العالم السويدي "سفانت أودين" أن الأمطار التي تتساقط تزداد حموضتها عبر الزمن مما يؤثر على صحة الإنسان والحيوان ، خاصة أن هذه الأمطار تحمل معها مواد سامة منها الزءبق والرصاص اللذان يذوبان في التربة ، حيث تؤدي الأمطار الحمضية إلى الإضرار بالكثير من المجاري المائية المكشوفة خاصة البحيرات المقفلة ، فهي ترفع من حموضة هذه البحيرات مما يؤدي إلى القضاء على العديد من الكائنات الدقيقة التي تعيش فيها والأسماك...الخ وقد تقضي هذه الحموضة الزائدة على ما في البحيرات من كائنات ([17])، بل امتد هذا الضرر إلى المحاصيل الزراعية والغابات.



[1]) فتحي دردار، المرجع السابق، ص116.

([2]) ودادالعلي،التلوث البيئي.....مصادره وأشكاله،  (10/01/2011).greenline.comwww

([3])المادة 44،القانون 03 /10 ،مرجع سابق، ص14



([4])مشان عبد الكريم،دور نظام الإدارة البيئية في تحقيق الميزة التنافسية للمؤسسة الاقتصادية،مذكرة لنيل شهادة ماجستير،كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية،جامعة فرحات عباس،سطيف،ص12.

([5]) حسين عبد الحميد أحمد رشوان،مشكلات المدينة،دراسة في علم الاجتماع الحضري،مؤسسة شباب الجامعة،الإسكندرية،2005،ص27.

([6]) وزارة تهيئة الإقليم والبيئة،تقرير حول وضعية النفايات المنزلية والإستشفائية والمياه القذرة،مديرية البيئة قسنطينة،أفريل،2004،ص19.

([7]) صباح العيشاوي،المسؤولية الدولية عن حماية البيئة،دارالخلدونية للنشر والتوزيع،ط1الجزاءر ،2010، ص61.


([8])بوفالة فاطمة وبوفنيش صبرينة، المرجع السابق، ص19.

([9]) :maoudoo3.com .www.نتائج التلوث البيئي.


([10])https//.almrsal.com/post/404503www.

([11])المرجع نفسه.

([12])   بوفالة فاطمة وبوفنيش صبرينة،المرجع السابق، ص36.

([13] )  نتائج التلوث، المرجع السابق.

([14])   بوفالة فاطمة ،المرجع نفسه،ص36.

([15])  المادة03 من قانون 03/10، المرجع السابق.

([16])  قايد يسامية،التنميةا لمستديمة،التوفيق بين التنمية والبيئة،مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون جامعة مولود معمري،تيزي وزو،2001 ص ص20،21 .

([17])  بوفالة فاطمة وبوفنيش صبرينة، المرجع نفسه، ص 34.

مشكلة التلوث و أثرها على الحياة

مفهوم النظام البيئي

عناصر البيئة و تقسيماتها

التعريف القانوني للبيئة

علم البيئة



هل اعجبك الموضوع :
author-img
الغزالة بشرى صديقة البيئة مدونة بيئية بامتياز, تعمل على نشر الوعي و التحسيس لثقافة البيئية

Commentaires

التنقل السريع