القائمة الرئيسية

الصفحات






المتجر الالكتروني البيئي
-DZ-


              ازدهرت في الاونة الاخيرة ثقافة المتاجر الالكترونية في عمليات بيع و عرض السلع و الخدمات و المعلومات, فهي عبارة عن فضاء افتراضي يقوم من خلاله مالكه بالتواصل مع اكبر شريحة من الزوار في العالم, ما يمنحه عدة امتيازات مقارنة بالمتاجر العادية, فانشاءه لا يحتاج الي راس مال كبير كما أن سلعه تصل بطريقة سريعة و مبتكرة الي المستهلين مباشرة بعد عرضها عبر محركات البحث العالمية. اذن هو متجر افتراضي لا توجد به حدود جغرافية.

المتجر الاكتروني البيئي
المتجر الالكتروني البيئي





          تنوعت المنتوجات المعروضة و تخصصت, و على غرارها المنتوجات الخضراء و الصديقة للبيئة اضافة الي الخدمات البيئية المتنوعة كالشراء و التسويق الأخضر و المساحات الخضراء, حيث اصبح لها رواج ممتاز علي مثل هذه المنصات الافتراضية, التي منحت لها فرصة اكبر للانتشار فبمجرد نقر عبارة "المتجر الالكتروني البيئي" علي محركات البحث تظهر لك الكثير من عناوين المتاجر مثل متجر البيئة الخضراء, متجر نباتات داخلية, متجر شتلات, متجر لتسويق الكتب البيئية, و الكثير من الماركات المتخصصة في مجال الأزياء المستدامة و حتى العقارات المستدامة و بمجرد الدخول الى المحتوي و التعرف على هوية المالكين تجد الكثير من الجنسيات العربية التي اهتمت بهذا النوع من المتاجر مثل أشخاض طبيعيين و معنويين و جمعيات بيئية من عدة بلدان عربية  كأبو ضبي و السعودية و الامارات العربية المتحدة و مصر.


         غير أن ثقافة مثل هذه المتاجر لاتزال قليلة جدا ان لم نقل منعدمة في المجتمع الجزائري, لذلك وجدت نفسي أطرح الكثير من التساؤلات, تراها انعدام الثقافة الالكترونية أو الثقافة البيئية في مجتمعنا ام الاثنين معا ادى الى غياب هذه الثورة الالكترونية البيئية؟؟؟, حيث يلاحظ المتصفح لمواقع التسويق أون لاين الجزائرية  أن معظم المتاجر و  الدكاكين الالكترونية  المعروفة في الجزائر و التي صنفت كأفضل مواقع تسوق أون لاين مثل "جوميا" و "زاوالي" و "باتوليس" و "اشريلي" كلها مواقع  تقدم خدمات تسويق عام أي انها تسوق منتوجات متنوعة كالهواتف النقالة, الملابس, الاكسسوارات, مستحضرات تجميل, ادوات المطبخ و الاجهزة المنزلية, غير أن المنتوجات الصديقة للبيئة و المستدامة ليست اطلاقا على قائمة اهتمامات المسوق الجزائري, كما أن انعدام المواقع المتخصصة في التسويق و الشراء الاخضر, و عدم تواجد الطلب على مثل هذه المنتوجات تكاد تكون منعدمة و ليست اطلاقا على قائمة المستهلك الجزائري, ما يولد عدة فرضيات, فمن الممكن أن  يكون الحس البيئي و ثقافة الاستدامة منخفظة لدى شريحة كبيرة من المجتمع, ما يفرض علي النخبة البيئية و النشطاء تكثيف التوعية البيئية و نشر المبادرات و الحملات التحسيسية , كما انه من الممكن أن تكون اسعار المنتوجات الايكولوجية مرتفعة مقارنة بالمستوى المعيشي للفرد الجزائري, ما يجعل المستهلك  يتجاهلها نحو منتوجات أقل كلفة ضاربا عرض الحائط المقومات البيئية و القيمة المصافة للمنتوج الصديق للبيئة.


        ففي الوقت الذي تبذل فيه الكثير من الدول عدة مبادرات من أجل تقليص الاثار المنعكسة على البيئة جراء تراجع الغطاء النباتي و الحرائق و زيادة نسبة التلوث, و في الوقت الذي تطلق فيه الكثير من المبادرات الخضراء و الصديقة للبيئة, اجد أن المبادرات الجزائرية تبدو خجولة جدا و لا ترتقي الى المستوى المطلوب, ما يفرض تكاثف الجهود بين صناع القرار في المجال البيئي و المجتمع المدني من جمعيات و أفراد حتى نؤسس حقيقة لثورة بيئية واقعية و الكترونية ترتقي الى المستوي المطلوب الذي نطمح له جميعا.

           


                                                                                                   بقلم الغزالة بشرى







هل اعجبك الموضوع :
author-img
الغزالة بشرى صديقة البيئة مدونة بيئية بامتياز, تعمل على نشر الوعي و التحسيس لثقافة البيئية

Commentaires

التنقل السريع