القائمة الرئيسية

الصفحات


"لكي لا تنقلب الكمامة من نعمة الى نقمة"



             لاحظت في الاونة الاخيرة و علي غرار الكثير منكم و تزامنا مع بداية أزمة كورونا  بزيادة معدلات تصنيع الكمامات الطبية, حيث أصبحت هذه الاخيرة من انجع الحلول للحد من تفاقم انتشار الفيروس وانحساره, فقد تهافتت معظم الدول على اقنائها ما ولد  عدة أزمات ديبلوماسية بين الكثير من البلدان نتيجة زيادة الطلب عليها,  حيث انتقل ذات الهوس بالكمامة الي المستهلك البسيط, فأصبح الحصول على أكبر قدر من الكمامات الهوس الاول لنصف سكان الكرة الارضية, و كما يقال مصائب قوم عند قوم فوائد فقد ازدهرت صناعة الكمامات لتنافس سوق النفط, غير أن تسيير النفايات الناتجة عن هذه الصناعة اصبحت من اقوى الازمات, فما هي هذه النفايات؟؟؟ و ما مدى خطورتها ؟؟؟؟ و هل من الممكن أن نتخلص منها بطرق امنة؟؟؟

             الكمامة هي عبارة عن مستلزمة طبية واقية, من المككن أن تكون صالحة للاستهلاك لمرة واحدة فقط أو لأكثر من مرة في حالة  ما اذا صنعت من الانسجة  شرط تعقيمعا عند كل استعمال, و في نهاية المطاف سيتم رميها و التخلص منها لتصبح نفاية طبية خاصة, من الممكن أن تكون خطرة اذا ما تلوثت بالفيروس الذي اثبتت معظم الدراسات  على قدرته العجيبة الصمود فوق الاسطح و الانسجة الى أن يجد فريسة بشرية,

          و حسب التشريع الجزائري فان كل نفاية خاصة خطرة و كذا النفايات الاستشفائية يتم التخلص عنها بطرق دقيقة جدا حيث يمنع منعا باتا خلطها مع النفايات المنزلية, كما يتم فرزها في اماكن انتاجها لتوضع داخل اكياس خاصة تحمل اللون الاصفر ومكتوب عليهاعبارة "نفاية خطرة" باللون الاحمر حيث يتم احكام غلق الاكياس ووضعها في حاويات صفراء ليتم التخلص منها عن طريق الحرق علي مستوى المنشات المرخصة و التي تعالج هذا النوع من النفايات, حيث أن القانون صريح و صارم و تدوير هذه النفايات جريمة بيئية يعاقب عليها القانون.

      

          لكن الواقع المرير لايعكس حقيقة تفعيل مثل هذه التشريعات التي تبقى حبيسة الادراج, و في مثل هذه الظروف العصيبة التي جعلت من الجميع حائزا لنفايات خاصة خطرة لا يعرف مبادئ التخلص منها و التعامل معها, و مع الانتشار الفضيع لهذه النفاية التي غزت الشوارع و المفرغات, حيث انها اصبحت مصدر حقيقي و مؤكد لانتشار الفيروس نتيجة سوء تسيير التخلص منها والتعامل الخاطئ معها ما قد يحولها من نعمة الي نقمة, و مع قلة مبادرات التوعية التي كانت خجولة جدا و غير عملية, أجدني و ربما يقاسمني الكثير منكم الراي اتسائل ما الفائدة من وضع اقنعة من اجل الوقاية ثم رميها لجلب المرض؟؟؟؟ فما العمل؟؟؟



          الامر لا يكلف الكثير, فلكي نتفادي تحول الكمامة من وسيلة لمنع العدوى الى خطر لتفشى الوباء يكفي فقط القيام ببعض اللفتات الصحيحة و البسيطة, فيكفي فقط على كل فرد منا أن يعتقد حقا انها قطعة من القماش ملوثة بالفيروسات, بعدها يقوم بوضعها مباشرة عند التخلص منها داخل اكياس من المستحسن ان تكون صفراء اللون, يكفي فقط ان تقوم البلدية بوضع حاويات تحمل اللون الاصفر و مكتوب عليها نفايات الكمامات في كل حي و شارع, يكفي فقط أن يقوم كل شخص منا برمي كماماته الموضوعة داخل الاكياس داخل الحاويات المخصصة لها, يكفي فقط اتصال هاتف من مسؤول مكلف بالبيئة على المؤسسة المتخصصة في معالجة هذا النوع من النفايات, يكفي فقط ان يلبي صاحب المنشأة الطلب  ويسارع في التنفيذ , يكفي فقط أن توضع هذه النفايات في المحارق و تحرق , و يكفي فقط أن يقوم اي شخص بنشر المبادرة.
لكي لا تنقلب الكمامة من نعمة الى نقمة
لكي لا تنقلب الكمامة من نعمة الى نقمة




        انها لفتات بسيطة جدا في شكلها عميقة في معناها, يمكنها ان تجنبنا الوقوع في أزمات اخرى و تقطع الطريق امام مافيا تدوير النفايات الخاصة ,امام منعدمي الضمير الذين يسعون الي جمع الكمامات المستعملة و تدويرها ثم عرضها في الاسواق مرة اخرى, انها لفتات على بساطتها ستتغلب على الوحش النائم في الشوارع على الغزاة اللامرئيين, يمكنها أن تحمي أرواح الكثير من البشر و ان تمنح  خدمة للبيئة.

                                                             
                                                                                     بقلم الغزالة بشرى


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الغزالة بشرى صديقة البيئة مدونة بيئية بامتياز, تعمل على نشر الوعي و التحسيس لثقافة البيئية

Commentaires

Enregistrer un commentaire

التنقل السريع