القائمة الرئيسية

الصفحات

"أستثمر في طفلك من اجل انقاذ كوكبك" بتربية بيئية سليم


"أستثمر في طفلك من اجل انقاذ كوكبك"
بتربية بيئية سليمة

استثمر في طفلك من أجل انقاذ كوكبك
استثمر في طفلك من اجل انقاذ كوكبك


               شغلت قضايا البيئة و حمايتها الرأي العام العالمي, فسارعت الدول بتأسيس الوزارات وانشاء المخططات من أجل إنقاذها كما  تأسست المنظمات الحكومية و غير الحكومية, و سارعت  للدفاع عنها والمناضلة لأجلها, جهود كبيرة سخرت من أجل حماية البيئة و الطبيعة, و تسليم الأجيال القادمة عالما أفضل خال من الأعباء و المشاكل و التلوثات التي يعاني الجيل الحالي اشد العناء بسبب تداعياتها و انعكاساتها, فمن هي الأجيال القادمة اذن؟؟؟

             أنها براءة اليوم, انها فرح الطفولة و بهجتها, انهم سمفونية الغد, فأي نوع من السمفونيات البيئية سيعزفونه لنا غدا؟؟؟, يتوقف ذلك على قدر ما دربناهم عليه من تبني سلوك ملائم يمارس بطريقة دائمة و تلقائية نبدأه من رياض الأطفال و نسير به قدما لباقي مراحل التعليم , وعلى قدر ما غرسنا فيهم من قيم ووعي ,اذن فتفعيل فكرة الاستثمار في الجيل القادم, و التربية البيئية لهم وتنمية الوعي البيئي في عقولهم أصبح ضرورة لا بد منها, اذن فلنرفع جميعا شعار استثمر في طفلك من أجل حماية كوكبك في لفتة رمزية من أجل استدامة التربية البيئية ووصول صداها الى كل أطفال العالم على اختلاف لغاتهم و دياناتهم والوانهم.

         فكما تعلمون تاريخ التربية البيئية يمتد لعقود بعيدة , فمختلف الحضارات كانت تمارس هذا المفهوم في حياتها و نشاطاتها دون ان تعرفه و تعطي لترجمة واقعه اهمية, فالإنسان منذ الازل منسجم مع طبيعته انسجام ألفة و محبة, ترجمه عبر العصور ورقي الانسان و تمدنه و زيادة المشاكل و الكوارث البيئية  الي مواثيق و قوانين تحمي طبيعته,

          حيث بادرت المنظمات الدولية الى تبني التربية البيئية و رعايتها, نذكر من بين أشهر المنظمات منظمة اليونسكو التي استثمرت في التربية البيئية منذ بدايتها, حيث اسست سنة 1948 الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة, كما أطلقت صحيفة اخبارية حول التربية البيئية بعنوان "كونيكت",  كما رفعت شعار "التعليم من أجل التنمية المستدامة", لم تقف عند هذا الحد مساعي المنظمة انما امتدت الى عمل المؤتمرات و نشر المبادرات, و ترجمة مفاهيم التربية البيئية الي مناهج و مقررات,  حيث قامت بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة للبيئة سنة 1977 الى الاعلان عن المؤتمر الدولي الحكومي للتربية البيئية في مدينة تيبلسي بجورجيا السفياتيا و الذي رمى الي خلق الوعي البيئي و دمج التربية البيئية في نظم التعليم النظامي و غير النظامي, كعملية مستمرة مدي الحياة, حيث يعتبر هذا المؤتمر اللبنة الاولى لتأصيل مبادئ التربية البيئية و انتشارها, كما أن التعاون بين اليونسكو و برنامج الامم المتحدة للبيئة بقي لعقود من الزمن أين قامت المنظمتين بعمل العديد من المؤتمرات الاقليمية و المحلية, من أجل تطبيق توصيات مؤتمر تيبلسي,

         و على غرار المنظمات العالمية و الدولية, و كاستجابة طبيعية لما تنادي به المؤتمرات الدولية و منظمة اليونسكو , سارعت المنظمات العربية للحق بالركب, حيث قامت المنظمة العربية للتربية و الثقافة والعلوم و التي تعتبر من بين المنظمات الرائدة في مجال البيئة و التنمية المستدامة لتبني توصيات المؤتمرات الدولية و تطبيقها في الدول العربية, حيث قامت ذات المنظمة بعمل مراجع للتعليم البيئي العام لمختلف الاطوار التعليمية لتكون هذه المراجع عونا لواضعي البرامج في المواد الدراسية المختلفة و مؤلفي الكتب و المعلمين و المربين بالوطن العربي, حيث لاقت هذه المبادرات صدى واسع, اين تهافتت البلدان العربية الى عقد المؤتمرات و الاجتماعات, حيث نذكر على سبيل المثال المؤتمر العلمي الأول في جامعة المأمون تحت شعار "التربية و التعليم في الحفاظ على سلامة البيئة في الوطن العربي ", و العديد من اللقاءات في البحرين و مصر و تونس

         و علي غرار  الدول العربية, فقد تبنت الجزائر التربية البيئية, حيث سخرت الوزارات و الادارات في خدمها, حيث خصصت مديرية كاملة علي مستوي وزارة البيئة و هي مديرية التوعية  و الشراكة للحماية البيئية مهمتها ترقية التربية البيئية, كما خصصت مصلحة على مستوى كل مديريات البيئة المحلية, وهي مصلحة التحسيس و الاعلام والتربية البيئية, اضافة الي منح الصفة الادارية للتربية البيئية, فقد تعدت ذلك الي عمل اتفاقية بين وزارة التربية الوطنية وزارة البيئة لترسيخ الثقافة البيئية في المدارس, شملت ادراج مادة التربية البيئية في نظام العليم الوطني, وترسيم النوادي البيئية في المؤسسات التربوية مع دعمها بالتجهيزات و تكوين الاساتذة المؤطرين لهذه النوادي.

        لكن رغم كل هذه المبادرات و المساعي و المؤتمرات, الا أن الثقافة البيئية لم ترقي بعد الى  المستوى المطلوب, و هذا ما يعكسه الواقع الحالي للعالم من زيادة كبيرة في  نسبة التلوث البري و البحري و الجوي , و ارتفاع النشاطات المضرة بالبيئة, اذن فلنبدأ اليوم بتحضير الجيل القادم و لنعلق عليهم الأمل من أجل عالم أفضل و أصفى, ولنسعي الي دعم المبادرات مهما كانت بسيطة, فأملنا اليوم هو هذا الطفل الصغير الذي يعتمد علينا  في الكثير من احتياجاته, فلنستثمر فيه اليوم من أجل مستقبل و كوكب أنقى, لنرفع جميعا شعار " استثمر في طفلك من أجل انقاذ كوكبك"

بقلم الغزالة بشرى
المراجع
·        أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في الاجتماع "التربية البيئية و دورها في التنمية المستدامة" للطالبة فتيحة طويل.
·        وكالة أنباء الجزائر
·        الموقع الرسمي لوزارة البيئة الجزائر    


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الغزالة بشرى صديقة البيئة مدونة بيئية بامتياز, تعمل على نشر الوعي و التحسيس لثقافة البيئية

Commentaires

التنقل السريع